كم عدد الأهداف التي سجلها ليونيل ميسي في مسيرته؟

من المراوغات السحرية التي تجاوز بها دفاعات كاملة، إلى الركلات الحرة الدقيقة والتسديدات القوية من مسافات بعيدة، سجّل ليونيل ميسي أهدافًا بكل الطرق الممكنة تقريبًا.

سواء كانت التسديدات من مسافات بعيدة أو قريبة، بقدمه اليسرى الشهيرة، أو اليمنى التي لا تقل براعة، أو حتى بضربات رأس نادرة، تأتي أهداف ميسي بأشكال متعددة وكثيرٌ منها لا يمكن وصفه إلا بالاستثنائي.

مع هذا الكم الكبير من الأهداف، فإن اختيار الأفضل منها ليس بالأمر السهل، ولكن إليك أعظم خمسة أهداف سجّلها ميسي على الإطلاق، وفقًا لرأينا المتواضع.

هدف ليونيل ميسي التاريخي ضد ليفربول في 2019؟

في هذه المباراة، سجّل ميسي واحدًا من أروع أهدافه على الإطلاق من ركلة حرة مباشرة مذهلة من مسافة بعيدة، سكنت الزاوية العلوية للمرمى، تاركة الحارس أليسون بلا حول ولا قوة. لم يكن الهدف رائعًا فنيًا فحسب، بل جاء في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، مما أضاف له قيمة وأهمية خاصة.

سجّل ميسي هدفين في مباراة فوز برشلونة 3-0 على ليفربول في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا في مايو 2019، وكان هدفه الثاني - ركلة حرة رائعة من مسافة بعيدة  بمثابة هدفه رقم 600 مع النادي.

بالطبع، ليفربول قدّم واحدة من أعظم الانتفاضات في تاريخ دوري أبطال أوروبا بالفوز 4-0 في مباراة الإياب ليصل إلى النهائي، ولكن لا داعي للتركيز على تلك اللحظة.

هدف ليونيل ميسي التاريخي ضد بايرن ميونيخ 2015؟

هدف آخر أيقوني من ميسي في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، ولكنه كان من نوع مختلف تمامًا عن هدفه ضد ليفربول.

في مباراة الذهاب ضد بايرن ميونيخ في 2015، سجل ميسي هدفين مرة أخرى، وكان هدفه الثاني لحظة سحرية بحتة. فقد ترك المدافع جيروم بواتينغ يسقط على الأرض بعد مراوغته بحركة حادة داخل منطقة الجزاء، قبل أن يرفع الكرة برفق فوق الحارس مانويل نوير الذي كان يندفع نحو المرمى، ليفجر بذلك ملعب كامب نو في لحظة من الجنون الجماهيري.

يبدو أن ميسي لديه علاقة خاصة مع شهر مايو ونصف نهائي دوري أبطال أوروبا. في عام 2011، تألقت براعته ضد أعظم أعداء برشلونة، ريال مدريد. في ما يُعتبر ربما أعظم هدف في تاريخ الكلاسيكو، استلم ميسي الكرة بالقرب من منتصف الملعب، وتجاوز خمسة مدافعين بسرعته الكاملة، ثم سددها بهدوء في الزاوية السفلى للمرمى.

ولا ننسى إشادة خاصة لسيرجيو بوسكيتس، الذي قدم أسهل تمريرة حاسمة في مسيرته بتمريرة بسيطة.

هدف ليونيل ميسي التاريخي ضد خيتافي 2007؟

لطالما اعتبر ميسي الأسطورة دييغو مارادونا مثله الأعلى في كرة القدم، وفي نصف نهائي كأس ملك إسبانيا ضد خيتافي في أبريل 2007، قدم ميسي أعظم تكريم له.

في عمر الـ19 فقط، سجل ميسي هدفًا مشابهًا بشكل مذهل للهدف الأسطوري لمارادونا ضد إنجلترا في كأس العالم 1986، الذي أطلق عليه "هدف القرن". تلك المراوغة الفردية التي قام بها ميسي كانت تشبه إلى حد بعيد ما فعله مارادونا، مما جعل المقارنات بينهما فورية ولا مفر منها.

استلم ميسي الكرة في نصف ملعبه، ومرَّر بشكل مذهل عبر دفاع خيتافي بأكمله تقريبًا، قبل أن يسجل الهدف بكل هدوء، في لحظة قدمت للعالم لمحة مدهشة عن موهبته الفطرية. جنبًا إلى جنب، كان التشابه بين الهدفين لا يُصدَّق تقريبًا.

هدف ليونيل ميسي التاريخي ضد أتلتيك بيلباو 2015؟

شاهد هدف ليونيل ميسي ضد أتلتيك بيلباو في نهائي كأس الملك 2015، ولن يلومك أحد إذا ظننت أن المباراة كانت بين رجال وأطفال إلا أن "الرجل" هنا هو كائن فضائي كروي، بينما "الأطفال" لم يسبق لهم لمس كرة في حياتهم. كان الهدف استثنائيًا إلى هذا الحد.

استلم ميسي الكرة بالقرب من خط المنتصف، وراقص خمسة مدافعين بسهولة تامة بفضل توازنه الرائع، سرعته الفائقة، ومهارته المدهشة، قبل أن يسدد كرة صاروخية إلى الزاوية السفلى للمرمى. هذا الهدف جسد كل ما يميز ميسي الرؤية، الرقة، التحكم كما أظهر صفات أخرى لا يرتبط بها دائمًا، مثل القوة، والشجاعة، والإصرار الذي لا يتوقف.

من المدهش أن الهدف لم يفز بجائزة بوشكاش لأفضل هدف في العام ورغم أن مشجعي ريال مدريد (وربما حتى بوشكاش نفسه) قد يكونون ضحكوا قليلاً، من المؤكد أن ميسي لن يخسر نومه بسبب ذلك. فبعد كل شيء، لا يُعتبر الهدف غائبًا بين الجوائز الثمانية لجائزة الكرة الذهبية التي تتربع بالفعل في خزانته.