أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

🔴 آخر الأخبار

كريستيانو رونالدو: من جزيرة ماديرا إلى أفضل لاعب في تاريخ كرة القدم

كريستيانو رونالدو، هذا الاسم الذي أصبح رمزًا لكرة القدم العالمية في عصرينا الحديث، ليس فقط بسبب مهاراته العالية وإنجازاته التاريخية، ولكن أيضًا بسبب شخصيته القوية وحضوره المميز على أرضية الملعب وخارجه. منذ بداياته المتواضعة في جزيرة ماديرا في دولة البرتغال، مرّ برحلة مذهلة، تحوّل خلالها من شاب طموح إلى أحد أعظم لاعبي كرة القدم في التاريخ. لم يكن كريستيانو رونالدو مجرد لاعب، بل أسطورة حية صنعتها التضحيات، التحديات، والإنجازات التي ألهمت ملايين حول العالم. من أول ظهور له مع مانشستر يونايتد، مرورًا بعهده الذهبي مع ريال مدريد، ثم انتقاله إلى يوفنتوس، وصولًا إلى تحطيمه للعديد من الأرقام القياسية مع منتخب البرتغال، ظل كريستيانو رونالدو دائمًا في طليعة نجوم اللعبة. لكن رحلته لم تكن خالية من التحديات خارج الملعب أيضًا، حيث واجه قضايا قانونية، لكنه أثبت دائمًا عزيمته وإرادته على الصمود. سنتعرف في هذه المقالة على أبرز محطات مسيرته الكروية والحياتية، وكيف استطاع كريستيانو رونالدو أن يظل واحدًا من أشهر الرياضيين وأكثرهم تأثيرًا في العالم.

كريستيانو رونالدو اليوم
صوار كريستيانو رونالدو افضل لاعب في تاريخ كرة القدم

كريستيانو رونالدو: من جزيرة ماديرا إلى افضل لاعب في العالم

كريستيانو رونالدو، من مولود 5 فبراير 1985 في فونشال بجزيرة ماديرا في دولة البرتغال، هو واحد من أعظم المهاجمين في تاريخ كرة القدم. فاز بجائزة الكرة الذهبية خمس مرات، في سنوات 2008، و2013، و2014، و2016، و2017، ليؤكد مكانته كأفضل لاعب في العالم. وفي إنجاز جديد، أصبح في عام 2024 أول لاعب في تاريخ كرة القدم يسجل 900 هدف رسمي خلال مسيرته، وهو ما يعكس مثابرته ورغبته المستمرة في تحطيم الأرقام القياسية.كريستيانو رونالدو ليس مجرد لاعب، بل هو رمز للإصرار والطموح الذي لا ينتهي.

تأثير نشأة كريستيانو رونالدو على مسيرته الكروية

والد كريستيانو رونالدو، جوزيه دينيس أفيرو، كان مسؤولًا عن تجهيز معدات فريق أندورينيا المحلي، ما جعله قريبًا من عالم كرة القدم منذ الصغر. أما اسم "رونالدو"، فقد أضافه والده تكريمًا لرئيس الولايات المتحدة وقتها، رونالد ريغان، الذي كان يعد من الممثلين المفضلين لدى جوزيه.

في سن الخامسة عشرة، واجه كريستيانو رونالدو تحديًا كبيرًا عندما تم تشخيصه بمشكلة في القلب استدعت إجراء عملية جراحية. ورغم صعوبة الموقف، أظهر رونالدو عزيمة قوية وابتعد عن الملاعب لفترة قصيرة فقط، ليعود بعدها بشكل أقوى ويتعافى تمامًا. هذا الموقف كان بداية لتأسيس شخصية كريستيانو رونالدو القوية، التي لا تستسلم أمام أي صعوبات.

بدأ كريستيانو رونالدو مسيرته الكروية في نادي ناسيونال ماديرا، حيث كانت تلك هي بداية رحلته في عالم كرة القدم. لكن لحظاته الحاسمة جاءت عندما انتقل إلى نادي سبورتينغ لشبونة، حيث انضم إلى فرق الشباب وكان له حضور لافت. في عام 2002، جاء التحول الكبير عندما أتيحت له الفرصة للظهور لأول مرة مع الفريق الأول. ومن هنا بدأ مشواره الاحترافي الذي سيغير مسار كرة القدم إلى الأبد، محققًا إنجازات مذهلة بفضل موهبته الفائقة وإصراره الذي لا يعرف الحدود.

بمقاس 6 أقدام و1 إنش (1.85 متر)، كان كريستيانو رونالدو لاعبًا قوي البنية ويمتلك حضورًا لافتًا على أرض الملعب. بدأ مشواره كلاعب جناح أيمن، ولكن بفضل تطوره المستمر، أصبح لاحقًا مهاجمًا يتمتع بأسلوب هجومي حر يتيح له التنقل في الملعب بحرية تامة.

كانت مهاراته الفائقة في المراوغة والقدرة على إرباك المدافعين سرًا من أسرار نجاحه. فقد كان يستطيع استغلال سرعته وقوته البدنية لخلق مساحات بين خطوط الدفاع، ليتمكن من تقديم تمريرات حاسمة أو تسجيل أهداف رائعة. ببساطة، رونالدو لا يعرف الحدود في أسلوبه الهجومي.

بداية كريستيانو رونالدو وأيامه الأخيرة في عالم كرة القدم

بعد موسم رائع مع سبورتينغ لشبونة، لفت كريستيانو رونالدو أنظار أكبر أندية أوروبا، ليقرر الانتقال إلى مانشستر يونايتد الإنجليزي في عام 2003. ومنذ أول ظهور له مع الفريق، أصبح حديث الجميع، ليُعتبر أحد أفضل المهاجمين في العالم.

كان موسمه الأبرز مع مانشستر يونايتد في 2007–2008، حيث سجل 42 هدفًا في مختلف البطولات، وكان له دور محوري في فوز الفريق بجائزة الدوري الإنجليزي. في ذلك العام، حصد جائزة الحذاء الذهبي كأفضل هداف في أوروبا بعدما أحرز 31 هدفًا في الدوري الإنجليزي.

ولم يتوقف التألق عند هذا الحد، بل ساهم كريستيانو رونالدو في فوز مانشستر يونايتد بلقب دوري أبطال أوروبا في مايو 2008، ليُتوّج بجائزة أفضل لاعب في العالم من الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA)، اعترافًا بمستواه الاستثنائي في ذلك الموسم. ورغم أنه قاد الفريق إلى نهائي دوري أبطال أوروبا مرة أخرى في 2009، إلا أن الفريق خسر أمام برشلونة، ولكن تبقى تلك اللحظات شاهدة على إبداعه المتواصل.

بعد فترة قصيرة، انتقل كريستيانو رونالدو إلى نادي ريال مدريد الإسباني، وهو النادي الذي كان يطمح للعب له منذ صغره. جاء انتقاله في صفقة قياسية آنذاك بلغت 80 مليون جنيه إسترليني (حوالي 131 مليون دولار)، ليصبح أغلى لاعب في العالم في ذلك الوقت.

مع النادي الملكي ريال مدريد، استمر كريستيانو رونالدو في تقديم عروض استثنائية، حيث سجل في موسم 2010–2011 رقمًا قياسيًا في تاريخ الدوري الإسباني (لا ليغا) بإحرازه 40 هدفًا، وهو الرقم الذي لم يستمر طويلًا بعد أن كسره غريمه التقليدي ليونيل ميسي في الموسم التالي. وفي موسم 2011–2012، قاد رونالدو فريقه لتحقيق لقب الدوري الإسباني، مسجلًا 46 هدفًا في البطولة، وهو إنجاز شخصي كبير.

لكن في عام 2013، سجل كريستيانو رونالدو 66 هدفًا في 56 مباراة مع ريال مدريد والمنتخب البرتغالي، وهو ما ساعده على الفوز بجائزة أفضل لاعب في العالم للمرة الثانية، والتي كانت قد أصبحت تُعرف رسميًا منذ عام 2010 باسم "الكرة الذهبية FIFA". كانت تلك السنوات فترة تألق غير مسبوق لرونالدو، حيث جمع بين الأرقام القياسية والألقاب التي جعلت منه أحد أعظم اللاعبين في تاريخ اللعبة.

في عام 2014، استمر كريستيانو رونالدو في التألق بتسجيله 52 هدفًا في 43 مباراة، مما ساهم بشكل كبير في تتويج ريال مدريد بلقب دوري أبطال أوروبا، ليمنحه ذلك الفرصة للفوز بجائزة الكرة الذهبية مرة أخرى، مؤكداً مكانته كأفضل لاعب في العالم.

وفي موسم 2014–2015، سجل 48 هدفًا، وتصدر قائمة هدافي الدوري الإسباني، ليواصل تحطيم الأرقام القياسية. في أكتوبر 2015، سجل هدفه رقم 324 مع ريال مدريد، ليصبح الهداف التاريخي للنادي، وهو إنجاز وضعه في مكانة فريدة بين أساطير الفريق.

في موسم 2015–2016، سجل 35 هدفًا في الدوري، وساهم في فوز ريال مدريد بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الحادية عشرة في تاريخه، مما أكسبه الكرة الذهبية الرابعة في مسيرته في ديسمبر 2016.

أما في موسم 2016–2017، فاستمر في تحقيق الإنجازات الفردية والجماعية، بتسجيله 42 هدفًا في جميع المسابقات، وقاد ريال مدريد للفوز بلقبي الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا، ليحصد الكرة الذهبية الخامسة.

وفي موسم 2017–2018، أحرز 44 هدفًا في 44 مباراة، ليكون له دور كبير في فوز ريال مدريد بلقب دوري أبطال أوروبا للموسم الثالث على التوالي، ليواصل كتابة فصل جديد من أسطورته التي لا تنتهي.

في يوليو 2018، كريستيانو رونالدو إلى نادي يوفنتوس الإيطالي بعقد لمدة أربع سنوات بلغت قيمته 112 مليون يورو (حوالي 132 مليون دولار)، ليبدأ فصلًا جديدًا في مسيرته. وأنهى رونالدو مسيرته مع ريال مدريد برصيد مذهل بلغ 311 هدفًا في 292 مباراة، مما جعله واحدًا من أعظم اللاعبين في تاريخ النادي.

في موسمه الأول مع يوفنتوس، سجل 28 هدفًا، وهو أقل عدد من الأهداف في موسم محلي له منذ آخر مواسمه مع مانشستر يونايتد. ومع ذلك، كان له دور كبير في مساعدة الفريق على تحقيق لقب الدوري الإيطالي للمرة الثامنة على التوالي. في موسم 2019–2020، أضاف كريستيانو رونالدو مزيدًا من الألقاب، حيث ساهم في فوز يوفنتوس بلقب الدوري الإيطالي مرة أخرى، كما توج بلقبي كأس السوبر الإيطالي 2020 وكأس إيطاليا 2021.

لكن بعد فترة من النجاح مع يوفنتوس، قرر كريستيانو رونالدو العودة إلى مانشستر يونايتد في انتقال مفاجئ، إلا أن تجربته الثانية مع النادي لم تكن كما كان يتمنى. فقد واجه صعوبات كبيرة على مستوى الفريق، وتزايد استياؤه من الوضع داخل النادي. وفي نوفمبر 2022، تم فسخ عقده مع مانشستر يونايتد "باتفاق متبادل".

بعد رحيله عن النادي الإنجليزي، وقع كريستيانو رونالدو في الشهر التالي مع نادي النصر السعودي، ليبدأ فصلًا جديدًا في مسيرته الاحترافية في دوري جديد وتحديات مختلفة.

كريستيانو رونالدو: ومسيرته الدولية المليئة بالتحديات والإنجازات

على أرضه في البرتغال، بدأ كريستيانو رونالدو مسيرته الدولية بعد أن مرّ عبر صفوف المنتخبات الشبابية ومنتخب تحت 21 عامًا، ليشارك لأول مرة مع المنتخب البرتغالي في مباراة ضد كازاخستان في أغسطس 2003، أي بعد أربعة أيام فقط من ظهوره الأول مع مانشستر يونايتد.

سرعان ما أصبح كريستيانو رونالدو لاعبًا أساسيًا في منتخب البرتغال، وساهم بشكل كبير في وصول الفريق إلى المركز الرابع في كأس العالم 2006. ومع مرور الوقت، أصبح قائدًا للفريق بشكل دائم في 2008، ليحمل على عاتقه قيادة المنتخب في البطولات الكبرى.

في عام 2012، أظهر كريستيانو رونالدو بأداءه الرائع قدرة كبيرة على التأثير في مجريات المباريات، حيث قاد منتخب البرتغال إلى نصف نهائي كأس الأمم الأوروبية. ورغم تقديمه أداءً مميزًا، تم إقصاؤهم على يد إسبانيا بعد مباراة حُسمت بركلات الترجيح، ليُضاف هذا الخروج إلى قائمة اللحظات المؤلمة في مسيرته الدولية.

وفي كأس العالم 2014، دخل كريستيانو رونالدو البطولة وهو فائز بجائزة أفضل لاعب في العالم للمرة الثانية، إلا أن أدائه في البطولة لم يكن كما هو متوقع. كما أن المنتخب البرتغالي ككل عانى في مرحلة المجموعات، ليتم إقصاؤه مبكرًا، وهو ما شكل خيبة أمل كبيرة لرونالدو الذي كان يتطلع لتحقيق إنجازات جديدة مع منتخب بلاده.

في عام 2016، حقق كريستيانو رونالدو إنجازًا تاريخيًا مع منتخب البرتغال عندما ساعد الفريق على الفوز ببطولة كأس الأمم الأوروبية، ليحقق بذلك أول لقب كبير في تاريخ البلاد. ورغم إصابته في الركبة خلال نهائي البطولة، حيث لعب دقائق قليلة فقط من المباراة، كان تأثيره واضحًا طوال المسابقة، وتمكن من قيادة الفريق إلى هذا الإنجاز الكبير.

في كأس العالم 2018، قدم رونالدو أداءً رائعًا، حيث سجل أربعة أهداف في أربع مباريات، ولكن منتخب البرتغال تم إقصاؤه في دور الـ16 بعد خسارته أمام منتخب الأوروغواي، الذي كان دفاعه قويًا للغاية، مما حال دون استمرار البرتغال في البطولة.

في 2022، وصل رونالدو إلى رقم قياسي جديد عندما أصبح أول لاعب في تاريخ كأس العالم يسجل في خمس نسخ مختلفة من البطولة، ولكنه شهد أيضًا خيبة أمل جديدة، حيث خرج منتخب البرتغال من البطولة بعد الخسارة في ربع النهائي، مما أحبط آماله في تحقيق المزيد من الألقاب.

وفي عام 2024، سجل كريستيانو رونالدو هدفه رقم 900 في مسيرته خلال مباراة مرحلة المجموعات لدوري الأمم الأوروبية ضد كرواتيا، ليصبح بذلك أول لاعب في تاريخ كرة القدم يحقق هذا الإنجاز المذهل، مضافًا إلى قائمة الأرقام القياسية التي حققها طوال مسيرته الاستثنائية.

كريستيانو رونالدو: بين النجومية في عالم الرياضة والتحديات القانونية

كان كريستيانو رونالدو واحدًا من أكثر الرياضيين شهرة في العالم، ليس فقط بسبب إنجازاته على أرض الملعب ولكن أيضًا بفضل حضوره الكبير خارجها. خلال ذروة مسيرته، أظهرت العديد من الدراسات أن رونالدو كان الرياضي الأكثر حبًا في العالم، مما جعل شعبيته تتجاوز حدود الرياضة نفسها. فبفضل هذا التأثير الكبير، أصبح أحد أعلى الرياضيين أجرًا في مجال الرعاية التجارية.

في نوفمبر 2016، حقق إنجازًا غير مسبوق في عالم الرياضة عندما أصبح ثالث شخص في التاريخ (بعد أساطير كرة السلة مايكل جوردان وليبرون جيمس) يحصل على عقد "مدى الحياة" من شركة الملابس الرياضية الشهيرة نايكي، وهو ما يعكس مكانته الرفيعة في عالم الرياضة والتسويق.

بعيدًا عن كرة القدم، أسس كريستيانو رونالدو علامته التجارية الناجحة "CR7"، والتي شملت مجموعة متنوعة من المنتجات مثل الأحذية والملابس الداخلية والعطور، ليصبح بذلك رمزًا في عالم الأزياء والتسويق الرياضي.

ومع ذلك، لم تكن مسيرته خالية من التحديات. في يونيو 2017، واجه قضية قانونية بعدما اتهمه المدّعون العامون بالاحتيال على الحكومة الإسبانية بمبلغ 14.7 مليون يورو (حوالي 16.5 مليون دولار)، بسبب إخفائه دخل حقوق صورته بين عامي 2011 و2014. ورغم هذه العقبة القانونية، استمر كريستيانو رونالدو في تعزيز مكانته كأيقونة رياضية وتجارية على مستوى العالم.

تم اتهام كريستيانو رونالدو بتقليل تقدير الدخل الذي حققه من بيع وترخيص حقوق صورته، وهو ما أدى إلى تقليل التزامات الضريبة المستحقة عليه. ورغم ذلك، نفى رونالدو جميع التهم الموجهة إليه. ومع ذلك، في يونيو 2018، اختار رونالدو قبول حكم بالسجن مع وقف التنفيذ لمدة سنتين، كما وافق على دفع 18.8 مليون يورو (حوالي 21.8 مليون دولار) إلى الحكومة الإسبانية، في تسوية مالية لتسوية القضية وتجنب المزيد من الإجراءات القانونية. ورغم هذه القضية، استمر كريستيانو رونالدو في الحفاظ على مكانته البارزة في عالم الرياضة والتجارة.

تعليقات